الاقلاع عن تعاطي الهيرويين

الاقلأع عن تعاطي الهيرويين:
يولّد تعاطي الهيرويين المتواصل إدماناً نفسياً وجسدياً مرعباً، مما يجعل من الصعوبة
الهابلة إمكانبة تخلي المدمن عن مخدره بصورة تلقابية. وللنجاح في عملية الامتناع (سحب
العقار)، لا بد من توفر الأمور التالية:
- تحلي المتعاطي بإرادة صلبة وعزيمة قوية ورغبة صادقة بالتوقف الكامل عن تناول المخدّر.
- مساعدة ودعم أهل المدمن وأقاربه وأصدقائه لعملية إقلاعه عن تعاطي المخدّر.
- إشراف طبي مباشر من قبل الطبيب المعالج.
- مراقبة دائمة لوضع المدمن الصحي، النفسي والجسدي.
- معاونة المدمن من قبل مساعدين اجتماعيين، مختصين بشأن معالجة إدمان المخدِّرات.
- ضرورة. أن تحصل عملية مؤازرة ومساعدة المدمن في الاقلأع عن تعاطي الهيروين في المراكز الصحية المتخصصة أو في المصحات المخص!صة لمدمني المخدرات أو في المستشفى. وفي هذا الاطار، لا بد من الاشارة إلى صعوبة أن تتم مساعدة المدمن على الامتناع عن المخدّر في منزله.

بعد مرور فترة زمنية محدِّدة على احتمال وإدمان الهيرويين، تحصل حالة مناعة
فيزيولوجية لدى المدمن مقاومة للأثر السميّ لهذا المخدّر، فتزول المخاطر المباشرة
والقاتلة، لتحل مكانها مخاطر التسمم الهيروبيني المزمن. وشماعد هذا الأمر ايضاً على تولّد
مناعة ضد المواد الشبيهة بالهيرويين، الطبيعية منها او المصئعة. كما أن الخضوع النفسي
والجسدي الكامل للهيرويين يمنع المدمن من التفكير بالامتناع عنه.
إن الاقلأع عن تعاطي مخدّر الهيرويين (وإن حصل بصورة جزبية أو كاملة، فجائياً أو
تدربجياً) يؤدي إلى إصابة المدمن الهيروبيني بحالة نقص فيزيولوجي. فتعذر حصول
المتعاطي على جرعة الهيرويين اللازمة أو امتناعه عن تناول هذا المخدّر يقود إلى انخفاض
مستوى مادة الهيرويين في دمه، مما ينجم عن ذلك ظهور "أعراض سحب العقار" (علامات
الامتناع عن أخذ المخدّر) التي تطال الحالة الصحبة النفسية والجسدية للمدمن. وهذه
العوارض تظهر بعد مضي ساعات قليلة على أخد آخر حقنة من الهيروبين وتتجلى بالتدربج
وعلى النحو التالي:

  •  بعد مرور 4- 6 ساعات من التوقف. التام عن أخذ الهيرودق، تبرز الأعراض


الاَتية:
- زيادة تعرّق الجسم.
- كثرة إفراز اللّعاب.
- سيلان مخاطي من الأنف مع ظهور حكا! فيه.
- تساقط الدموع (زيادة إفرازات العينين).
- التوتر والاضطراب والقلق الشديد.
- الشعور بالحاجة الماسة إلى طلب المخدّر (الهيرويين) مهما كلف الثمن.

  •  بعد 8- 10 ساعات:


- يبدأ الشخص المُقلع بالعطس والتشاؤب.
- التساقط التلقائي (اللا إرادي) للدموع.
- ازدياد إفراز مخاط الأنف.
- اشتداد التعزُق.
- اشتداد حدة التوتر ودرجة القلق.

  •  بعد 12-14 ساعة:


- استمرار تزايد إفرازات الجسم.
- ازدياد التوتر والقلق عند المُقلع وب!ابه الخوف على مصيره ويُصاب بالذعر من خطر
الوقوع في هوة المجهول السحيقة (يحدث عنده ما يمكن تسميته بأ(الفراغ الذهني أ أو
النفسي، والعضوي أ الجسدي، " الذي ملأه سابقاًا لمخدّر(.
- يغروَ المُقلع في نوم مضطرب (عدم القدرة على النوم الهادىء والعميق(.
- التثاؤب والارتجاف (ارتعاش اليدين! بعد نهوضه من النوم المزعج والمتوتر.
- الاحساس بالتعب.

  •  بعد 14-16 ساعة:


- نوم سطحي مضطرب.
- اتساع حدقة العيق بدرجة كبيرة جذًا.
- ارتعاش لا إرادي للعضلات.
- الشعؤر بالحرارة والبرودة.
-. ازدياد الرجفان والاحساس بالقشعريرة، إذ يصبح جلد المُقلع شبيهاً بجلد الاوزة،
- الاضطراب والقلق الشديدين.
- الاحساس بالوخز الابري في الجلد.
- فقدان الشهية إلى الطعام.
- آلام شديدة في مختلف أنحاء الجسم (اَلام في العضلات والعظام)، ولا سيما في الساقين والقدمين.
- الاحساس بالتعب الشديد (المضني) والارهاق.

  •  بعد 16-24 ساعة:


تشوء حالة المُقلع عن الهيرويين وتظهر عنده العوارض الَاتية:
- عدم القدرة على النوم (الأرق الطويل والمتواصل(.
- ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تسارع كبير لدقات القلب.
- نزوع نحو الغثيان والتقيؤ.
- الانحطاط العام لقوى الجسد (الوهن البدني العام والشامل(.

  • بعد 25-36 ساعة:


تتدهور حالة المقلع بصورة جد مُقلقة وتشتد حدة كافة الأعراض المذكورة سابقاً
وتحدث عنده الأمور التالية:
- اَلام حادة في المعدة.
- تقلصات (انقباضات) في الأمعاء.
- تقيؤ متكرّر.
- إسهال شديد ومتكرّر.
- ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- ازدياد التوتر والهيجان العصبي.
- ازدياد مستمر في إفراز العرق، إذ يغرق المقلع في "بحر من العرق ".
- ازدياد مفرط في إفرازات الدموع والقشع والمخاط الأنفي.
- قبادة مستمرة في إدرار البول.
- فقدان كمبة كبيرة من سوابل الجسم.
- خسارة الورْن.
- شحوب الجلد.
- اشتداد التعب والارهاق عند المُقلع.
- ضمور الجسم وهزاله (ضعفه أي نحوله).

  •  بعد 36-48 ساعة:


- الاحساس بضيق في التنفس (ضيق فى الصدر).
- سرعة الانفعال وعصبية المزاج.
- العطس والتثاؤب المتكررين.
- تكرار التقيؤ والاسهال كل 15- 30 دقيقة.
- الإفراط في زيادة كافة مفرزات الجسم.
- التعرُّق الشديد.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- مغص شديد.
- تقلصات في الأمعاء.
- حدوث الرعشة والقشعريرة (يشبه جلد المقلع ساعمئذٍ جلد الدجاجة البردانة
والمنزوع ربشها (حصول الظاهرة المسماة ب "جلد الديك الرومي المرتجف من البرد أو
البردان " عند المُقلع).
- اَلام في العظام والعضلات (وخاصة عضلات الساقين والقدمين).
- اشتداد حالة التوتر والاضطراب والقلق والذعر والرعب، فيصاب. المقلع بخوف
وهلع شديدين.
- فقدان الوعي (الغيبوبة) في بعض الأحيان.

  •  بعد 60-72 ساعة:


ت استمرار ظهور الآلام الحادة في المعدة.
- التقيؤ والاسهال في بعض الأحيان.
- الأرق المتواصل.
- الانحطاط العام للجسم.
- إعياء شديد.

  •  بعد 72 ساعة:


- اختلاجات في مختلف أنحاء الجسم.
- تزايد حدة الأوجاع في عضلات الطرفين السفليين.
- ألم شديد في المعدة.
- توتر واضطراب شديدين.
- أحلام وكوابيس مُخيفة.
- وقد يحدث في هذه الحالة الموت الفجائي للمقلع.

 

  •  بعد اليوم العاشر من الاقلاع عن تعاطي مخدر الهيرويين:


يبدأ العلاج باستخدام منوّمات قوية، لمساعدة المقلع على البقاء في حالة نوم عميق
ومستمر من أجل تحمل الألم والعذاب ومصاعب الامتناع عن عقار الهيرويين.
وفي هذا المجال، توجد أصناف كثيرة من العقاقير الكيميابية التي تستعمل، كي تقصر
فترة المعالجة المطلوبة، ومن هذه العقاقير، نذكر:
- البتيدين pethidine
- المتادون Methadone وغيرهما.
ومن المعروف أن أعراض سحب العقار (الهيرويين) تستمر لمدة تتراوح ما بين سبعة إلى عشرة أيام. إذ يأخذ المقلع بعد انقضاء هذه المدة بالاستعادة التدربجية لوضعه وتعود إليه الشهية إلى الطعام وخلال أسبوعين يستعيد حالته الطبيعية الصحيحة والسوية.
ولا بد من التاكيد على أهمية توفر العوامل الايجابية المساعدة على الاقلأع، وخاصة الأحوال الشخصية والعابلية (الأسروية) والحياتية (الاجتماعية والاقتصادية) السوية والسليمة ومساعدة وعطف وتشجيع الأهل والأقارب والأصدقاء للمقلع وتضامنهم معه. إن كل ذلك يوفر الشروط الضروربة واللازمة لنجاح عملية الاقلأع عن مخدّر الهيرويين.

0 التعليقات: